All
x
Maraud'Art @ Annaharl Liwaa
Maraud'Art @ Annaharl Liwaa
2014-11-14
Maraud'Art (solo) @ Galerie Janine Rbeiz, Beirut
معرض الفنان إيلي بو رجيلي واقع مع أساسيات الخيال
الجمعة,14 تشرين الثاني 2014 الموافق 21 محرم 1436هـ


 

من المعرض

يبحث الفنان «ايلي بورجيلي» عن معنى الحياة في رسومات يبثها نوعا من الذكريات الموجودة في كل منا. اذا يتمسك بالمادة الاولية لبناء اللوحة المأخوذة من بقايا البيئة او بالاحرى من واقع الحياة التي لا يمكن اسعافها وتقديم الضمادات المناسبة. الا من خلال العودة الى الطفولة ومحاسبة النفس الانسانية على افعالها المشينة بحق الانسان والطبيعة، وكل ما من شأنه أن يسلب منا الجمال او بالمعنى الأصح روح الجمال المنبعث من الانسان اولا واخيرا. فالمواد التي لملمها من هنا وهناك هي جزء من واقع يضعه الفنان «ايلي بو رجيلي»  مع اساسيات الخيال،  لينتج رؤية بكر كطفل يداعب الرمل او البحص او يرسم على الجدران ما يداعب به خياله ليكبر، وفي مخيلته تصميمات هي بمثابة عودة الماضي ومحاكاة الحاضر،  لتصحيح المستقبل الآت مع طفولة اخرى وشباب باحث عن الجمال، وكهولة نعالجها بفن معاصر يزيدنا دهشة ذهنية هي بمثابة افكار تجعلنا  نحتار من اين تأتي؟  وكيف؟  مما يجعلنا نتساءل اكثر! لماذا نبقى على قيد الحياة، والبعض يغادر والجديد دائما هو الا علامات تعجب او سؤال.
يقول فريدريش نيتشه: «أن نحيا هو أن نعاني.. أن نبقى على قيد الحياة هو أن نجد معنى ما في المعاناة». قوانين صارمة في الحياة تمنعنا عن ممارسة اللعب خصوصا حين نكبر اي بين ممنوع ومحجوب ومرغوب او ما هو سىء او جيد دون الادراك الجوهري،  لما هو راسخ في تربيتنا المنقوشة في ذاكرتنا. كما في لوحة تحمل تعابير مختلة. لهذا تنفلت الرؤيا في لوحات الفنان «ايليى بورجيلي» عن قانون الفن التشكيلي،  وتتوافق معها اذ يمارس مع اللوحة لعبة اقبل ولا اقبل،  اريد ولا اريد،  اوافق ولا اوافق بتذبذب طفولي وعقل قادر على بناء المعنى الحقيقي لجوهر الانسان المتناقض مع نفسه،  فالتضاد الحركي في لوحاته يضع شخوصه بين خيارات منها يمتد الى فضاءات غير متوقعة، لنقع معه في فخ المتناقضات الحسية، كنظيف ووسخ برمزية اليد التي نتعلم منها كيفية المحافظة على نظافتها حسيا،  وبالمعنى الرمزي  اي اليد الخالية من الجرائم والموبقات او من مسؤولية تؤدي الى الخراب والدمار وما الى ذلك، فالمخبوء الحسي في لوحاته اكبر بمعناه من الظاهر الملموس اضافة الى المحافظة على الفكر الفلسفي والهندسي ويمشاغبة ذهنية. اما المفاهيم الرياضية المؤسسة لعلم الفن منذ الطفولة وحتى آخر العمر هي العودة الى الذات لتنشأ بصفة مغايرة عما عهدناها به منذ الطفولة الاولى، لتشذيب النفس من مساوىء لمستها والعودة بها الى ذكريات نصححها، لنعود الى المستقبل بفكر واعٍ، وجمال يزيدنا وجدانية وعقلانية. 
لحظات فنية يحمّلها الفنان «ايلي بو رجيلي» الكثير من انواع الذكريات، ومن قصائد ملحمية تحمل في طياتها القيم الانسانية حيث القبيح يجعلنا نفتش عن الجمال، وقساوة الحياة والفقر يجعلنا نحيا داخل الحلم الذي لا يفارقنا طيلة الحياة، وكثرة الحروب تستثير فينا معاني السلام.   والوحدة، واليأس، والعزلة مفردات تؤدي الى ما يعكس معانيها، لتحمل حقيبة سفر ونجول في ترحال نفتش فيه عن الذات في كل مرة، لتتجدد معاني الحياة، ونشعر بدفء العودة حيث التعافي من الافكار الخفية والمحفوفة بسلبيات العيش. خلاصة فكر ة ابداعية وضعها بورجيلي ضمن فن هو من مواد عادية جدا كالخشب،  والحصى،  والشعر، وانسجة قماشية، والوان محبوكة بتقنية الفن الابداعي والتشكيلي والتركيب وبسذhجة حاذق قادر على محاكاة الانسان بكافة مراحله العمرية، ليضمن بذلك وصول المعنى الى كافة الازمنة التي لم يحددها في لوحاته. انما ترك فيها لمسته الهندسية البنائية التي توحي بالفوضوية والعفوية. 
التحرر من القيم والقيود هو تمسك بالمعنى المجازي في نواحي اخرى اكثر مرونة، ففي النفس رواسب لا يمكن التطهر منه، لانها تترجم اعمالنا بشتى انواعها. ان فنيا او ادبيا وفي الفن التشكيلي او التركيبي الابداعي تقودنا الى حيث الوعي الباطن الذ ي يغفو بوجود الوعي العقلاني، ويستيقظ بلحظات فجائية نبدع من خلالها.  لاننا نستنبش كل ما في الذاكرة ونضعه امامنا، لنعيد تركيبه ذهنيا بصقل فكري ناتج عن قوة الحياة والوجود،  ونفي العدم. هذا ما ما نلمسه في لوحات ما هي الا الافكار الفلسفية المرسومة ببصيرة فنان يتخطى في اعماله المحظور والمرفوض،  بقبول يسجل من خلاله براءة انسان،  وبتباين مرئي تدخر اللوحة صداه، كلما نظرنا اليها من زوايا مختلفة حيث تتجاوز بمعالمها فكرة الوجود الثابت، وتنطلق مع الشخوص نحو تجدد زمني مطموس المعالم، ولكنه مفتوح نحو الامل او الحياة المعافاة من المعاناة التي يبلسمها بلوحاته الفنان «ايلي بورجيلي».
فكر رياضي حسي وملموس،  وتضاد بين الحركة والسكون مزدان بتكسرات خطوط افقية وعامودية ومائلة، ومربعات وهواجس غرف واشكال واحجام تحفزمتعة العين،  وكان الرائي ينظر الى مجموعة فنية تمثل العاب اطفال في مراحلهم الاولى. انما بنضج  وانسجام بين الالوان الحارة والباردة، والمواد المستخدمة من الطبيعة،  وبتسامٍ يهدف الى خلق الخطوط الداخلية الديناميكية الغنية بالمعنى المادي للحياة، وبميتافيزيقية يجردها من فكرة الموت المطلق.  ليتمسك بالحياة ويتساءل في كل لوحة لماذا نبقى على قيد الحياة؟ فهل استطاع «ايلي بو رجيلي»  في معرضه هذا منح لوحاته قيمة حركية مغايرة من حيث الابعاد الحسية فقط؟ ام انه خلق فكرة فلسفية ترفض الحروب الداخلية في النفس ليحيا الانسان بسلام مع الحياة؟ 
اعمال الفنان ايلي بورجيلي (Elie Bourgély) في غاليري جانين ربيز  (Galerie Janine Rubeiz)  ويستمر حتى 21 تشرين الثاني 2014.

ضحى عبدالرؤوف المل
dohamol@hotmail.com

The link online→