All
x
Thot'Thèmes - Al Liwaa newspaper
Thot'Thèmes - Al Liwaa newspaper
2008-03-27
Thot Thèmes (solo) @ CCF, Beirut, from 12/04 to 28/04/2008

معرض الفنان ايلي أبو رجيلي
تجريد حميم، وحفر ونحت وكولاج


الحرية التي يتعامل معها الفنان إيلي أبو رجيلي· من خلال نصوصه التشكيلية السبعة والسبعين المعروضة في صالة المركز الثقافي الفرنسي· تدفعنا للسؤال عن حداثة الفن، وتجريبيته، وتجديده، كما يدفعنا للسؤال عما بعد الحداثة· وعن الرؤيا الجمالية، التي تقود الفنان، أو يقودها للتعامل مع مواده غير الفنية، وزراعتها واستنباتها بطريقة فنية· وجمالية· وعبر تقطيع اللوحات، وتحويل بعضها الى تجهيز، وعبر تعتيق الزمن والضوء، عبر الألوان، والأنتيك، فالقماش والخشب والمعدن، الخيوط والأسلاك، والبحص والحجارة، وربما الزجاج والخزف، كل هذه المواد مع الألوان، والصياغات التي هي عليها في كولاج محموم محتدم في داخله، وكأن للوحة أحشاء مختلفة· لذلك تجيء مواده كي تعبر عما يجيش في خاطره، وعن مرئياته ولا مرئياته، وعن شؤونه وشجونه، وشؤون العالم وشجونه، وهو لذلك يضرب صفحاً عن اللوحة التقليدية، وينجح في ذلك· وإن كانت اللوحات الصغيرة· تحافظ على صياغة اللوحة التجريدية ربما بأضواء شاحبة· أسيانة وحزينة· وهو لذلك يتأنق ويتألق فيها، عكس اللوحات الكبيرة· القماشية والخشبية التي تكلفه ورشة بأكملها· لكنه· لا يضيع الرؤيا التي يراها، في غيمومة وانطماس العالم، وكأنه يصيغ تعاويذ وطلاسم· حتى يتقي شرور هذا العالم· أو يتقي شرور عولمته· إنه يريد الحفاظ على خصوصيته كفنان· كما أنه يصمت الإتصالات، ويلصق هاتف خليوي أزراره، ومذياع بهيكله في احدى اللوحات، وكأن هذه الأدوات، منعت العلاقات بين البشر· وربما هذا ما يهم الفنان التواصل مع روحه أولاً، ثم التواصل مع الآخرين، في سيرة التوسل والغفران والتسامح البشري· كذلك في مدارات الوجود والعدم· وفوضى الجسد والرغبات والحب··؟

والفنان يبدو في معرضه تجريبياً واختبارياً· ومجدداً في مسيرته الفنية· وتراكم نتاجه الإبداعي، وإن كان يبلور ويجوهر اسلوبه، وتتوهج وتضيء شخصيته الفنية· حيث ما يفعله له سمة الفنان ووشمه على أعماله، وعلاماته ورموزه، وطريقة صياغاته وتوريقه وتوريفه للوحة، وعملية استزراع المواد واستنباتها، بصرياً، وجمالياً، حتى كأنه يتحكم في الآلات أو التجهيزات الفنية التي يتداعى فيها· ويستخدم حدسه وذوقه الفنيين· حتى يستظهر ما يغمض ويغيم، لكأنه يبزغ من غياب· ويشرق بعد غيمومة· لكأنه يشرخ ظلمات العالم والحياة، ويتفكر الموت كذلك· لكأنه يحاول تنفيذ الرؤيا التي يرى· وهو في صياغاته يلامس أشواقه وشغفه بالفن والجمال والتماهي مع نصوصه التشكيلية· وربما التباهي بما يفعل ويعمل ويبدع··!

وللفنان إيلي أبو رجيلي· خصوصية الصياغات التي يتطارحها ويتجارحها من خلال ما يعرضه علينا، كإشكالات والتباسات النص التشكيلي ما بعد الحداثي، والسؤال عن التفكيك والتركيب، والخروج عن مفهوم اللوحة التقليدي· والذهاب الى لوحة مختلفة لوحة مفهومية، جديدة متجددة، متشظية، ترحل في اتجاهات شتى· وتحتمل تأويلات متناقضة· عكس الانسجام الواضح في اللوحات التجريدية الصغيرة والقريبة الى العين والقلب· والتي تدخل براحة، أعماق البصر والبصيرة، دون التساؤلات الجمالية والفنية، التي تحدثها اللوحات المركبة، المتراكمة المواد في النفس وتدفع بها الى الشك في جدوى الوجود والحياة، وعبث كل شيء، وكأني بالفنان على ضفتين متناقضتين من الفن، لكنه النهر الذي يجري بينهما، وهو ونحن لا نستحم في النهر الجمالي مرتين·

زهير غانم >

معرض الفنان إيلي أبو رجيلي > صالة المركز الثقافي الفرنسي < 77 عملاً فنياً· وتجهيزاً·